تشكو معظم الأمهات من قلة مناعة أطفالهن وكثرة تعرضهن
لنزلات البرد والإنفلونزا مما يضطرهن إلي التغيب لفترات طويلة عن المدرسة
او الحضانة.
الدكتورة سامية بصيلة ـ أستاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث ـ توضح في
البداية أن الجهاز المناعي عندما يتعرض لميكروب غريب عن الجسم, يبدأ من
خلال كرات الدم البيضاء في مقاومة هذا الميكروب وتكوين أجسام مناعية تمنع
الإصابة بنفس الميكروب مرة أخري.
أما عن أدوار البرد المتكررة فتوضح إنه يجب التفرقة بين دور البرد العادي
والإنفلونزا مع أن كلا منهما ينتج عن التعرض للفيروس المسبب للمرض, ولكن
البرد العادي أبسط, ويصاحبه غالبا رشح من الأنف, واحتقان بسيط في الحلق,
ويأتي أحيانا بارتفاع طفيف في الحرارة, أما الإنفلونزا فيصاحبها صداع, ووجع
في العظام, وارتفاع كبير في درجة الحرارة, وتدوم لفترة أطول, ولها تطعيم
سنوي من سن6 أشهر علي أن يؤخذ في شهر سبتمبر حتي يبدأ الجسم في التعرف
عليه, وتكوين الأجسام المضادة له, وهو يعطي أطفالنا مناعة ضد مرض
الإنفلونزا نظرا لأن نوع الفيروسات يتغير كل عام لذلك تقوم منظمة الصحة
العالمية بتغيير مكونات هذا التطعيم ولهذا يجب أخذه كل عام, خاصة للأطفال
الصغار الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي وحساسية الصدر, لأنهم أكثر
عرضة للمرض.
وتنتقل العدوي بالفيروس بين الأطفال عن طريق الرذاذ من خلال العطس أو الكحة أو لمس الأسطح أو الأدوات الملوثة بالفيروس.
وتحذر د. سامية من أنه في معظم الحالات لا يتم الاعتناء الكامل بهذا
الطفل, خاصة إذا تطور الأمر إلي التهاب بكتيري في اللوزتين أو في الصدر حيث
نجد أن الأم تهمل استكمال العلاج بالمضاد الحيوي, حين تلاحظ تحسن حالة
الطفل, مما يؤدي إلي عدم التخلص من الميكروب وكمونه وظهوره مرة أخري, عند
التعرض إلي أي عدوي بسيطة, كما تحذر من كثرة استخدام الأدوية بشكل عشوائي,
ودون استشارة الطبيب مما يؤثر بشكل كبير علي مناعة الطفل, وعدم استجابته
للعلاج في المستقبل, وهذا يتكرر للأسف حتي بين المتعلمين.
أما عن كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالبرد, أو بالإنفلونزا فتقول: يجب
اعطاء الطفل سوائل كالعصائر, والشوربة مع الراحة, ويمكن علاج بعض الأعراض
بإعطائه مخفض حرارة بسيطا ومزيلا للاحتقان مع إعطاء الجسم فرصة للتعامل مع
الفيروس وتكوين الأجسام المضادة حتي يستطيع التعرف عليه ومقاومته في
المستقبل أما لو زاد الأمر وتحول الي التهاب بكتيري نلجأ للطبيب.
وتشير الي بعض الاحتياطات التي يجب اتباعها للوقاية من المرض وأولها
التطعيم ضد الانفلونزا و الاهتمام بالنظافة الشخصية بتعويد الأطفال غسل
اليدين بالماء والصابون فقد تبدو امرا بديهيا ولكنه يمنع الإصابة
بالميكروب, ونبدأ في تعليمهم منذ الصغر حتي يصبح عادة, بالإضافة إلي تزويده
بمناديل ورقية لتغطية الفم عند العطس او الكحة ويتم التخلص منه فورا في
سلة القمامة وتؤكد ضرورة عدم مخالطة الأشخاص المصابين بالإنفلونزا وغسيل
الأدوات الخاصة بهم باستمرار وعدم ارسال الطفل المصاب الي المدرسة او
الحضانة حتي لا ينقل العدوي لزملائه.
ولكن كيف نستطيع ان نقوي مناعة أطفالنا بشكل عام ونقيهم من الأمراض؟ تؤكد
دكتورة سامية أن أكل الخضراوات والفاكهة الطازجة هو الحل السهل والصحي
لتحقيق هذا الهدف لأنها غنية بالمعادن والفيتامينات التي تقوي المناعة بشكل
كبير, فأطفالنا بحاجة الي فيتامين سي الموجود في البرتقال, واليوسفي,
والورقيات الخضراء الفلفل الرومي, السبانخ, الكرنب اما فيتامين أ فنجده
بكثرة في البطاطا والجزر وبالطبع كل هذه العناصر يفضل اخذها من اصلها
الطبيعي اما بالنسبة للزنك فهو مهم جدا للمناعة ويوجد بكثرة في اللحوم
والأسماك ومنتجات الالبان والسوداني والعدس والحمص. وفي حالة نقص واضح في
احد هذه العناصر يتم تعويضها بمكملات غذائية.
وتضيف انه لاحاجة للاسراف في الفيتامينات طالما الطفل يأكل بشكل طبيعي
وصحي مع الابتعاد قدر الامكان عن الشيبسي والحلويات التي تقلل من شهيتهم
وبالتالي لايقبلون علي الاكل المفيد المغذي كما انها مليئة بالمواد الحافظة
والالوان الصناعية المضرة.
وتختتم قائلة: أن كوب عصير برتقال طبيعي صباح كل يوم يقوي مناعتهم خاصة لو تم عصره قبل شربه مباشرة ليقيهم من البرد والإنفلونزا