قالت الصحيفة إن جماعات المعارضة السورية تخطط لشن حملة جديدة من الاحتجاجات فى العواصم العربية لدفع الرئيس السورى بشار الأسد إلى التخلى عن السلطة، وذلك بتأجيج الغضب الدولى من الهجوم الوحشى الذى تقوم به حكومة دمشق على المتظاهرين.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المظاهرات مخطط لها فى الأسبوع الأول من يوليو المقبل على أمل إقناع الدول العربية بالإنقلاب على نظام الأسد، حسبما أشار الناشط السورى البارز وسام طريف.
وتمثل هذه الخطوة أسوأ المخاوف بالنسبة للحكومة السورية، لأنها تسمح لجماعات المعارضة بأن تكون قادرة على كسب موطئ قدم تتمكن من خلاله من العمل داخل البلاد.
ويقول طريف، وهو مدير جماعة "إنسان" الحقوقية فى جنيف، إن المعارضة تسلك الآن منهجاً جديداً يجمع بين النهج الدبلوماسى مع روسيا التى لا تريد أن تفقد تأثيرها الاستراتيجى فى سوريا، مع زيادة الضغط على الدول العربية.
ويأتى ذلك بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات التى هزت النظام السورى الذى كان يظن حتى مارس الماضى أنه نجا من "الربيع العربى". وعلى الرغم من أن الثورة فى سوريا لم تطح برئيس البلاد أو تقسمها مثلما حدث فى ليبيا، إلا أنها أدت إلى حالة من الشلل فى جميع أنحائها.
ويوجه النشطاء السوريون اللوم إلى كلا من روسيا والصين لمعارضتهما إصدار قرارات من شأنها أن تفرض ضغوطاً على النظام الحاكم فى الأمم المتحدة، كما يلومون الجامعة العربية لفشلها فى إدانة أفعال النظام مثلما حدث فى ليبيا.
وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن المعارضة السورية تصعد من جهودها الحاشدة للحصول على موقف دولى أكثر صرامة من النظام وتشجيع ضباط الجيش على الإنضمام إلى الحركة المطالبة بالديمقراطية.
فبعد زيارة لندن هذا الأسبوع يعتزم وفد من شخصيات المعارضة التوجه إلى روسيا حليفة النظام السورى وإلى تركيا التى تراها المعارضة أفضل مكان لإطلاق مبادرة من شأنها أن تعجل بالإنتقال السياسى..
ومع علمها بأن اى طرف لن يتدخل عسكرياً فى سوريا حتى لو وصف الغرب ما يحدث فى بأنه وحشى وبربرى، فإن المعارضة ترى أنها محرومة من دعم الدول العربية التى تظل أغلبها على الهامش خوفا من مصير محتمل لما يواجهه بشار الأسد.
وتظل معضلة المعارضة هى حاجتها إلى جبهة دولية أعلى صوتاً وأكثر قوة ضد الأسد وعائلته لإقناع أشخاص النظام بالتخلى عنه، إلا أن الكثير من الدول تنتظر إشارات بأن النظام يتفتت قبل أن تنتقده علناً.