محددات مستقبل مصر ما بعد المخاض
تعيش مصر الآن فترة مخاض – فترة انتقالية بين ماض لا ترغب العودة إليه و مستقبل مازالت معالمه لم تضح بعد ، مستقبل مصر الذي سيحدد عبر مجموعة من المعطيات سيبقى رهينا بأربع محددات :
1 – طبيعة النظام السياسي : في تصريح لعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية و أحد المرشحين للرئاسة قال بأن مصر لا يمكن أن تعتمد النظام البرلماني لأن الأحزاب السياسية غير مؤهلة بالشكل الكافي ، مما يفرض الاعتداد بالنظام الرئاسي ، و هذا الطرح مردود على موسى لأن النظام الرئاسي من شأنه إعادة إنتاج مبارك جديد على خلاف النظام البرلماني الذي يحد من اختصاصات الرئيس لصالح البرلمان كما يمكن اعتماد النظام شبه الرئاسي . و ستكون لنا عودة في مقالات قادمة حول التمييز بين الأنظمة .
2 – ديمقراطية الأحزاب السياسية : فإذا كانت اللوائح الداخلية للأحزاب محينة و مسايرة للتطور الديمقراطية فستكون في مستوى تطلعات الشعب ، و الأهم من ذلك تطبيق اللوائح بعيدا عن أي حسابات ضيقة و في هذا الشأن استفزني سعي أحد الأحزاب لإيجاد من يترشح باسمها في الانتخابات الرئاسية القادمة في الوقت الذي و أعلن أحد أقوى المكونات السياسية داخل مصر عن عدم ترشيح أي شخص بالرغم من توفره على كفاءات مهمة مما يعني أن هذا الكيان السياسي فضل مصلحة الوطن . "أبو عبد الله "
3 – المؤسسة العسكرية : هناك تخوفات من طرف مجموعة من المراقبين من أن يسعى الجيش إلى الاستمرار في السلطة بشكل مستتر كما هو الحال الجزائر التي يعد الرئيس فيها منفذا لسياسات جنرالات الجزائر أو تركيا قبل حكم العدالة و التنمية ، لكن هناك مجموعة أخرى تؤكد أن الجيش لن يكون له أي دور بعد تسليم السلطة ."أبو عبد الله "
4 – المؤثرات الخارجية : لا شك في أن موقع مصر في منظومة سياسة الشرق الأوسط يأخذ حيزا مهما في أجندات أمريكا و إسرائيل ، و هو الأمر الذي سيجعل إسرائيل على الخصوص تسعى إلى أن يكون حكام مصر من الذين يحافظون على الحد الأدنى من علاقات الود على الأقل في الفترة القليلة القادمة و لا ننسى أن إسرائيل تشن حربا دبلوماسية و إعلامية على من ترى فيهم تهديدا لمصالحها و بالتالي فإن قوة التصدي لهذه الضغوط من شأنه أن يبني مصر وفق إرادة شعبية صريحة .