ضغوط المراهقين والشباب وكيفية مواجهتها

تمثل فترة المراهقة والشباب مرحلة مهمة وحرجة فى حياة الإنسان، لأنها السن التى يتحدد فيها المستقبل إلى حد كبير وهى الفترة التى يعانى فيها المراهق من الصراعات والقلق، ويمكن أن ينحرف فى هذه السن إذا لم يجد من يأخذ بيده، وحول هذا الموضوع صدر مؤخراً عن مكتبة الأنجلو المصرية كتاب (ضغوط المراهقين والشباب وكيفية مواجهتها) للمؤلف د. محمود عطية.

يتحدث المؤلف عن أنماط المراهقين بحسب الأنماط السلوكية لديهم فيقول: هناك النمط التقليدى وهو الذى يكون هدفه مسايرة الركب والانصياع لمعايير المجتمع وأشخاص هذا النمط ليسوا مبدعين، والنمط المثالى وهم الثوريون والمتمردون والخاصية الرئيسية التى تجمع أشخاص هذا النمط هى السخط العام على المعايير السائدة والإيمان بضرورة تغييرها ويميلون للاشتراك فى المظاهرات وتنظيم الجماعات السياسية. والنمط الباحث عن اللذة وأشخاص هذا النمط نجد منهم الدون جوان على الشاطئ أو ساحة الجامعة وبالرغم من أن أشخاص هذا النمط يظهرون على السطح بمظهر السعيد الراضى فإنهم من أكثر المراهقين عرضة للانفصال النفسى عن الذات أو المجتمع. والنمط السيكوباتى وهو النمط الذى لم ينجح فى تطوير معاييره الأخلاقية ويشتركون مع النمط الباحث عن اللذة فى بحثهم الأنانى عن المنفعة الشخصية، إلا أنهم لا يشعرون بما يشعر به أصحاب اللذة من شعور بالذنب، وهذه الأنماط تتداخل فيما بينها فالنمط الشكلى قد يكون مثالياً فى طاعته وانصياعه.

وعن أنواع الضغوط يقول المؤلف: هناك ضغوط بيئية مثل البيئة المدرسية ومناهجها غير المرنة التى تدرس لجميع التلاميذ بنفس الطريقة دون مراعاة الفروق الفردية بينهم ودون النظر إلى ميولهم واستعداداتهم، كما أن طموحات الوالدين المتعلقة بمستقبل الابن قد تتخطى قدرات هذا الابن ومن ثم يعيش صراعات بين عدم قدرته على تحقيق هذه الطموحات وإمكانياته، ومن المعروف أن الهوة السحيقة بين مستوى الطموح ومستوى الإمكانيات تعد سبباً من أسباب الاضطراب النفسى.

يتابع المؤلف: وقد توصلت العديد من الدراسات المصرية إلى أن أكثر ما يقلق الشباب شعوره بعدم القيمة واضطراب علاقته بالآخرين مثل غياب الأب للسفر أو العمل، خلافات أسرية بين الأب والأم، ضيق المسكن، العنف الجسدى من جانب الأب وأحياناً الأم، بداية بزوغ الدافع الجنسى والتفكير فى إقامة علاقة عاطفية مع الفتيات، عدم الانسجام مع الأصدقاء والأقران، تضارب الرغبات.

يقدم المؤلف عدداً من التعريفات للضغط تتفق جميعها فى أن الضغط هو الحمل الزائد الذى يقع على كاهل الكائن الحى وما يستتبعه من استجابات من جانبه، فسيولوجية ونفسية وسلوكية، لمواجهة هذا الحمل، ويطرح عدداً من النقاط لمواجهة الضغوط