دعونا
لا ندفن رءوسنا في الرمال.. تعالوا نتحدث بصراحة وموضوعية وان ننفض الغبار
علي كل ما اكتنف حياتنا نحن المصريون.. واتساءل هل هناك ازمة مستترة بين
المسلمين والاقباط في مصر؟ الاجابة نعم.. هل هي وليدة حادث كاميليا او
عبير؟.. الاجابة لا.. انها ازمة طويلة منذ السبعينيات واحداث الزاوية
الحمرا واحداث اسيوط.. مرورا بالعديد من الاحداث الطائفية وحتي يومنا هذا..
لماذا ؟! لانه للاسف لا يوجد تواصل شعبي بين المسلمين والمسيحيين في
مصر وانما هو تواصل رسمي بين المشايخ والقساوسة.. بين الازهر والكنيسة..
وكله كلام.. كلام دبلوماسي (كلام مزوق ).. لكن التجربة اثبتت ان اي لجنة
تشكل بقرار رسمي لم ولن تسفر عن شيء.. ولا يخفي علي احد ان الحفلات التي
تقام سنويا في رمضان للافطار او حفلات التزاور في الاعياد الدينية بين
المسلمين والاقباط لا تعبر عن حقيقة العلاقة بين المسلمين والاقباط فهي في
النهاية حفلات للتصوير الاعلامي.. والآن يتساءل البعض وماذا بعد ؟ انترك
مصر تحترق وتكتوي بنار الفتنة الطائفية؟.. انهدر ما حققته ثورة 25 يناير
المجيدة من انتصارات بتلك الفتنة بين المصريين؟.. وفي النهاية الا يمكن أن
يؤدي ما يحدث الي نشوب حرب اهلية وساعتها نكون قد دمرنا الاخضر واليابس في
مصر!! لقد حان الوقت لكي نفتح هذا (الدميل) ونفرغه من محتواه.. نترك مصر
تحترق بنار الفتنة الطائفية؟ .. إن الأمر اكبر من مجرد مسلمة تحولت الي
المسيحية او العكس الامر بات خطيرا ويهدد مصر بأثرها.. وعلينا ان نتصدي
لتلك المحاولات الخسيسة الداخلية والخارجية.. اما ما حدث في كنيسة مارمينا
فانه لا يجب ان نعلق كل شيء علي الحكومة او المجلس العسكري.. يجب ان يتحرك
الشعب المصري بأكمله وجمعيات المجتمع المدني فكما استطاع الشعب المصري
العظيم ان يقتلع النظام الفاسد وان ينعم بالحرية.. علي الشعب ان يكمل
مسيرته ويؤيد نار الفتنة الطائفية فما اسهل ان نقول (يا حكومة يا مجلس
عسكري ابنوا الكنيسة ).. وهنا لا يجب ان نعلق كل شيء علي الرأس الكبيرة في
الدولة ان بناء الكنيسة هو مسئولية الذين حرقوها وانا شخصيا ارفض ان تعيد
الدولة بناء الكنيسة واتمني ان يشارك جميع المصريين في اصلاح الكنيسة.. ان
اللجنة الشعبية الوطنية التي قامت بدور رائع في افريقيا واستطاعت ان تعيد
مصر لافريقيا وافريقيا لمصر ولعبت دورا في حل ازمة اتفاقية وادي النيل
اتمني ان تلعب دورا في ازالة اثار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.. اتمني
ان يكون هناك لجنة شعبية في كل مصر في المدرسة في المستشفي في الجامع في
الكنيسة.. لجنة لديها من الرشد والرشاد ما يؤهلها لاصلاح ما فسد في جميع
مؤسسات مصر!.
وفي النهاية اريد ان أؤكد علي شيئين الاول انه ليس من حق الازهر او الكنيسة
احتجاز احد فهما ليسا سلطة تشريعية او تنفيذية وانما سلطة روحية والثاني
انه ليس من حق احد انتزاع حقه بالقوة (بالذراع) ولكن يتم ذلك في اطار من
الشرعية والقانون وإلا تحولنا الي مجتمع الغاب