تفاصيل وأسرار عملية تهريب رجل الأعمال اللبناني سليم الدادة من سجن القناطر

تفاصيل وأسرار عملية تهريب رجل الأعمال اللبناني سليم الدادة من سجن القناطر

فضيحة
فساد صارخة تصفع وجه الثورة المصرية وتخرج لسانها لثوار التحرير وتهزئ
بدماء شهدائها وتؤكد أن عقلية التحكم واستغلال النفوذ والبطش بالضعفاء
ومهادنة الكبار ما زالت مسيطرة علي المشهد المصري والإنسان في بلدنا..
وقضية الفساد هذه المرة أبطالها رجال منصور العيسوي في مصلحة السجون الذين
تواطأوا بشكل لم يسبق له مثيل وتحت إغراء المال والهدايا الثمينة في تهريب
رجل الأعمال اللبناني سليم الدادة والذي كان محبوسا علي ذمة قضايا أموال
عامة خطيرة والإضرار العمدي للاقتصاد القومي ومع ذلك نجح الرجل في الافلات
بجرائمه من قبضة القانون تحت مزاعم الإفراج الصحي وبأوراق مزروة ورغم تمتع
الدادة بصحة تمكنه من اختراق سور السجن مستغلا زخم الأحداث والارتباك الذي
تعانيه البلاد وكانت لجنة أرسلتها مصلحة السجون لتوقيع الكشف الطبي علي
نزلاء سجن القناطر الخيرية وبالتحديد قسم رجال 2 والشهير بسجن الأجانب إلا
أن هذه اللجنة والتي يبدو أنها أرسلت باتفاق مسبق لتوقيع الكشف الطبي
الصوري فقط علي سليم الدادة وغضت الطرف عن حالات صحية مأساوية كحالة عم
محمود نزيل سجن القناطر الكفيف والذي يبلغ من العمر عامه السبعين وحالة
الشيخ سليمان والذي يعاني من فشل كلوي حاد بالإضافة إلي العشرات من
المصابين بأمراض خطيرة ومزمنة ولم تلتفت إليها اللجنة الطبية المذكورة..
واستكمالا لمسرحية تهريب الدادة. أوصت اللجنة الطبية بسرعة الإفراج عن
النزيل اللبناني تحت الزعم كذبا أنه يعاني من أمراض خطيرة تهدد حياته وهو
ما تم بالفعل حيث أطلق سراح رجل الأعمال اللبناني والذي ينعم الآن بترف
الحياة بهدوء نزلاء القناطر الذين لم يسعفهم الحظ في إيجاد وسيلة للهرب
سردوا قصص الفساد داخل سجن القناطر الخيرية وعلاقة الدادة بكبار الضباط
والمسئولين هناك وأكدوا أن الدادة اعتاد علي تقديم هدايا ثمينة وأموال
كبيرة لإدارة السجن حتي وصل الأمر إلي نشوب مشادة عنيفة بين المساجين
الأجانب وإدارة السجن بسبب التمييز في المعاملة والمحاباة لصالح سليم
الدادة وذكر النزلاء أن رجل الأعمال اللبناني المفرج عنه كان يمتلك كل
وسائل الترفيه والراحة داخل محبسه ومنها امتلاكه لكمبيوتر محمول لاب توب
مزود بوصلة للانترنت وهواتف محمولة وحمام مجهز بالماء الساخن بالإضافة إلي
الأجهزة الكهربائية والعطور وكافة المستلزمات التي تساعده علي احتمال محبسه
الفحم ومنها الأطعمة الفاخرة التي كانت تأتيه خصيصا من المطاعم الشهيرة
وكانت تدخل اليه تحت حراسة ضباط السجن ولم تتوقف مخالفات سجن القناطر
الخيرية عند هذا الحد بل استمر ليشهد تواطؤ فاضحا لقياداته مع رجال الأعمال
النزلاء لديه حيث أكد نزلاء سجن القناطر الخيرية أيضا أن مفتش مباحث سجن
القناطر ويدعي ممدوح متولي كان يتولي شخصيا تأمين اقامة فندقية لسليم تضمن
له أي الدادة عدم خضوعه للوائح واجراءات السجن كغيره من المساجين وكذلك
ضمان عدم التضييق عليه من قبل صولات ومخبري السجن وقيام متولي بالاتفاق مع
الادارة النظامية في سجن القناطر بعدم تشديد الاجراءات مقابل عدم تدخله في
شئون العنابر الاخري. ومع انتهاء عملية تهريب الدادة بنجاح هناك مطالبات
قوية بفتح ملف تهريبه من السجن وكشف المتورطين في هذه الفضيحة وسؤال ممدوح
متولي عن دوره في هذه العملية. الطريف في الامر انه حينما علم رجل الاعمال
الفلسطيني علي الصفدي المحبوس في قضايا غسيل أموال والاستيلاء علي أموال
البنوك المصرية بالحياة المترفة التي كان يعيشها الدادة طلب الصفدي نقله
إلي منتجع سجن القناطر الخيرية وكان له ما اراد وفور وصوله احتل الصفدي
أهمية سليم الدادة كنزيل 5 نجوم وحصل علي جميع الامتيازات التي تمتع بها
سلفه من هواتف محمولة للشبكات الثلاث وكمبيوتر محمول موصل مباشرة بالانترنت
مقابل 300 الف جنيه دفعها الصفدي للوسطاء.. رغبة علي الصفدي في الانتقال
لمنتجع القناطر الخيرية لم يكن بغرض التمتع بالرفاهية فقط بل كان يطمع في
اكثر من ذلك وهو محاولة تكرار سيناريو هروب سليم الدادة الصحي والافلات من
السجن والتمتع بأمواله المهربة في الخارج.. إلا أن مخطط الصفدي فشل بعدما
وصل خبر الحياة التي يعيشها إلي مصلحة السجون فقامت بنقله وتغريمه واسفرت
التحقيقات عن عقاب نائب المأمور الذي لم يكن له أي دور أو ذنب فيما يحدث
داخل السجن من مخالفات اكن تصادف وجوده فقط اثناء عملية التفتيش فتم نقله
وعقابه بينما الفاعل الاصلي مازال يرتع داخل سجن القناطر.. وقامت ادارة
السجن كاجراء احترازي بنقل السجين عبد المحسن عبد العظيم الذي كان يدير
كافيتيريا السجن وكان ملماً بأبعاد القصة منذ بدايتها والتي اطاحت بنائب
المأمور البريء ودون جريرة ارتكبها.. والأمر من ذلك انهم قاموا بتلفيق قضية
تهريب 3000 هاتف محمول للنزلاء ليتم نقله إلي سجن دمنهور وتكون إدارة
السجن قد اطمأنت إلي أن القصة تم اخراجها بالشكل الذي يضمن سلامة المجرمين
الحقيقيين. كل ذلك وقع علي مرأي من وزير الداخلية منصور عيسوي الذي ركز كل
مجهوداته فقط في الحديث عن سجن طره فقط بينما الفساد يرتع بقوة وبدون رقيب
في باقي سجون مصر. ومازال سجين سجن القناطر الذي تم ترحيله إلي سجن دمنهور
ويحظي بمناوبتين من التعذيب الوحشي في اليوم ودون أن تتمكن اسرته من زيارته
وهو الشيء الذي يجب أن يكون موضع تحقيق من قبل قيادات الداخلية.

» الباز:خبر تهريب مبارك لجس النبض
» اسرائيل: اعتقال سالم لتورطه في تهريب مبارك
» ضبط مصمم ديكور يحاول تهريب صواعق كهربائية
» إحباط محاولة تهريب ألف طن بنزين مدعم خارج البلاد
» مسئول بمطار القاهرة: تهريب الملايين فى صناديق عقب التنحى